أدرك وقارك لا تبحه جميعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أدرك وقارك لا تبحه جميعا لـ أمين تقي الدين

اقتباس من قصيدة أدرك وقارك لا تبحه جميعا لـ أمين تقي الدين

أدرِك وَقارك لا تُبِحْهُ جميعا

يكفِيهِ في حَمْلِ الهمومِ خُنوعا

عَجَباً يصونُك في الأَسى وتُذِلُّهُ

أحَسِبتَه يومَ الفراقِ دموعا

فُجع البيانُ بشاعرٍ ملء النُّهى

لطفاً وملء الأصغرينِ بَديعا

أخْلِقْ بُحزنِكَ أن يَفيض مع البُكا

وأُعيذ حِلمك أَن يهي فيضيعا

ولعلَّ أبلغَ مِن دموعِ مُوَلَّهٍ

قلبٌ أمامَ الموت فاض خشوعا

فَلكَ النجومِ أبينَ أهلِكَ نجمةٌ

طلعت برَوعتِها عليك طلوعا

ضاقت بها الدنيا وأَطلَقَها الردى

فأتت فضاءً في عُلاك وسيعا

صعِدَت إلى مَلأِ البقاءِ وغادَرَتْ

مَلأَ الفناءِ بما استعزّ وضيعا

تَذري أشِعَّتها عليكَ كأنما

هي مجدُها يزدادُ فيك شيوعا

يا روحَ فياضٍ أَطِلّي ساعةً

أستَوحِ منكِ لساعةٍ موضوعا

فيمَ الإقامةُ في الجسوم كأنها

صُوَرٌ على لوحٍ تمرّ سريعا

لّما اتخذتِ من الضِيَا لكِ هيكلاً

إني تركت الهيكل المخلوعا

صاحبتهِ خمسينَ ملء إهابه

فنزلتِ رحباً وارتعيت مريعا

وطواكِ في صدرٍ نشرت به المنى

شتى المعاني غايةً ونزوعا

تثِبينَ من عينيه سِحراً رائعاً

في كل جارحةٍ جرى ينبوعا

وملكتِ سيمةَ قلبه فتدافعت

فيه المروءةُ مبدأ وصنِيعا

وجريتِ فوق لسانِهِ فبيانُه

آيٌ تُبَثُّ وشاردات توعى

وأويتِ مسمَعَه فكنتِ سياجَه

من كلّ نافرةٍ تسوءُ سَميعا

وأردتِه طلقَ الجبين فلم يكن

ليُرى ولو غضِب الزمانُ مَروعا

وعهدتِه يُزهى ويمرح عابثاًُ

أو يستكنّ تواضعاً وقنوعا

يَهبُ الجزيلَ ويستنيم إلى المُنَى

ويعِفُّ ذا عوزٍ ويخشى الجوعا

وعلى غِرارِك قد طبعت شعورَهُ

فخلقتِ منه الشاعرَ المطبوعا

يا روحُ أنتِ على النجومِ نزيلةٌ

بينا ثوى تحت الرغامِ ضجِيعا

ما كنتِ إلا شمسَهُ يا ليتَهُ

جارى بآيتِكِ النبيَّ يشوعا

فيّاضُ هذه نفثَةٌ لو لم تَرِدْ

شِعراً لسالت أدمعاً ونجيعا

إن الأديبَ إِذا وقفتَ بقبره

أَمطرتَه مما بكيتَ ربيعا

لَهْفِي عليكَ أخاً حمدتُ وَفاءَهُ

ورأيتُني بوداده مفجوعا

إنّا لَفِي بلدٍ أَفاد نفوسَنا

أدباً ليوقدَهنَّ فيه شموعا

فإذا زهونَ خُرِمْنَ مقعد شمعةٍ

وإذا انطفأنَ فقد خُذِلْنَ جَميعا

لم يبقَ لي لا البيانُ فهاكَهُ

وكفى البيانُ لدى الأديبِ شفيعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أدرك وقارك لا تبحه جميعا

قصيدة أدرك وقارك لا تبحه جميعا لـ أمين تقي الدين وعدد أبياتها ثلاثون.

عن أمين تقي الدين

أمين تقي الدين

تعريف وتراجم لـ أمين تقي الدين

أمين تقيّ الدين:

محام، من الشعراء الأدباء. من أهل (بعقلين) بلبنان. تعلم ببيروت، وأقام زمنا " بمصر فأنشأ فيها مجلة (الزهور) مشتركا " مع أنطون الجميّل، وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط) لجول دي كاستين. وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده. وآل تقيّ الدين فيها أسرة درزية كبيرة .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي